وجدت دراسة ألمانية أن النساء المستخدمات موانع الحمل الهرمونية بطريق الفم أو بغيره هن أكثر تعرضا للإصابة باختلال الوظائف الجنسية، بحسب خدمة يوريك أليرت (الاتحاد الأميركي لتقدم العلوم).
لكن المدهش أن النساء المستخدمات موانع الحمل غير الهرمونية معرضات لأقل مخاطر إصابة بهذا الاختلال، وتقل عن مخاطر النساء اللاتي لا يستخدمن أي موانع حمل.
أجرى الدراسة باحثون بكليتي طب جامعتي هَايْدِلبرغ وتْوِينغِن بألمانيا، على طالبات الطب، ونشرت حصيلتها بـ"مجلة الطب الجنسي".
تقول الدكتورة ليزا ماريا ڤالڤاينر -الباحثة بجامعة هايدلبرغ- إن للمشكلات الجنسية أثرا سلبيا على نوعية الحياة والسعادة العاطفية، بصرف النظر عن العمر. وتصيب الاختلالات الجنسية الأنثوية أربعين بالمائة من النساء، باضطراب جنسي واحد على الأقل، وأكثرها شيوعا ضعف الرغبة.
وتتعدد أسباب الاختلالات، وقد أضيفت للنقاش مؤخرا موانع الحمل الهرمونية. وتعي النساء أن الاختلال الجنسي يتأثر غالبا بمختلف العوامل، كالإجهاد وطبيعة العلاقات، لكن الدراسة أظهرت أنه يتأثر أيضا بتعاطي الهرمونات الخارجية.
اضطرابات متنوعة
شملت الدراسة عشرة آلاف و86 امرأة (2.5% من طالبات الطب بألمانيا)، وقد أكملن استبيانات مصممة للتعرف على مشكلات الوظائف الجنسية، وكذلك عوامل نمط الحياة كالرغبة بالإنجاب والحمل وعلاقتهن بالتدخين.
وكان 87.4% من المشاركات يستخدمن موانع الحمل في الأشهر الستة الأخيرة، و97.3% منهن نشيطات جنسيا خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
ولاستكشاف تأثير موانع الحمل على الوظائف الجنسية، استُبعِدت النساء اللاتي يستخدمن صورا متعددة من الموانع أو غير نشيطات جنسيا بالأسابيع الأربعة الأخيرة، فبقي قيد الدراسة عشرة آلاف و46 مشاركة فقط.
وبين هؤلاء النساء 32.4% منهن معرضات لمخاطر الاختلال الجنسي الوظيفي: 5.8% معرضات جدا لاضطراب تراجع الرغبة الجنسية، و1% لاضطراب الاستثارة، و1.2% لنقص إفراز المادة المزيتة، و8.7% لاضطراب النشوة الجنسية، و2.6% لمشكلات عدم الرضا، و1.1% لمشكلة الألم.
تم تقسيم المشاركات لأربع مجموعات: موانع الحمل الهرمونية بطريق الفم، وموانع هرمونية بغير طريق الفم، وموانع غير هرمونية، وبدون موانع حمل مطلقا.
جاءت مجموعة الموانع غير الهرمونية الأقل تعرضا للإصابة باختلال جنسي، وتليها المجموعة التي بدون موانع حمل، ثم مجموعة الموانع الهرمونية بطريق الفم، وأخيرا مجموعة الموانع الهرمونية بغير طريق الفم الأكثر تعرضا للإصابة.
ارتباطات لا مسببات
كان أسلوب منع الحمل والتدخين عاملين هامين لمستوى أداء الوظائف الجنسية، حيث سجلت المدخنات أداء أفضل من غيرهن. وهناك عوامل أخرى أقل أهمية كالعمر وتجربة الحمل والرغبة بالأطفال ونوع الشراكة.
كما لاحظ الباحثون أن النساء المنخرطات بعلاقات غير مستقرة (بصرف النظر عن استخدام موانع الحمل) هن أكثر رغبة وأقل تحقيقا للنشوة الجنسية.
وبحسب الباحثين، سيكون مثيرا للاهتمام في الأبحاث المستقبلية معرفة إن كان هناك فرق بين جرعة هرمون الأستروجين ومختلف هرمونات البروجستينات الاصطناعية المستخدمة في موانع الحمل الهرمونية من جهة التأثير على الوظائف الجنسية الأنثوية.
ويوصون بالحذر لدى تفسير نتائجهم الراهنة ويودون إلقاء الضوء على أن هذا النمط من الدراسات لا يظهر علاقات سببية بل ارتباطات، وقد يوجد عوامل عديدة تؤثر في الوظائف الجنسية الأنثوية.
من جانبه، يؤكد إروين غولدشتاين رئيس تحرير مجلة الطب الجنسي أن هناك ملايين النساء، خاصة الشابات في بداية حياتهن الجنسية، يستخدمن بانتظام موانع الحمل الهرمونية لسنوات طوال.
والمفارقة أن هؤلاء النساء اللائي يتلقين عقاقير لتحررهن من مخاوف الإنجاب، لا يتلقين معلومات عن التأثيرات الجنسية السلبية المترتبة عليها. فالعوامل المتداخلة مع النظام الهرموني للنساء تؤثر سلبا بحياتهم الجنسية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق