اجتمع رأى أطباء النفس الفرنسيين والإنجليز فى دراسة لأحوال ستة آلاف مريض بقصور عمل الشرايين التاجية للقلب على أن الاكتئاب يرفع احتمالات الوفاة لأربعة أضعاف احتمالات الوفاة فى حالات الإصابة التى لا يصاحبها اكتئاب.
الدراسة التى أجريت لهذا العدد من المرضى على امتداد سنوات خمس بنيت على ملاحظة تؤكد أن المريض الذى يعبر الأزمة القلبية دون المرور بنفق الاكتئاب المظلم يتعافى بصورة أسرع ويستعيد قدراته إلى حد يمكنه من العودة إلى حياة طبيعية نشطة.
أما الذى يصاب بمشاعر الكآبة والإحباط فإنه يتعافى بصورة بطيئة لا تصل للحدود الطبيعية.
الدراسة رصدت أحوال من أصيبوا بالجلطات القلبية وهبوط القلب فى إثرها، أيضا من أجروا عمليات القلب المفتوح الناجحة منها وما أعقبها من مشكلات فكان أن أكدت أن الاكتئاب عامل بالغ التأثير فى حياة المرضى خاصة بعد «الإصابة بالجلطة أو إجراء العملية».
وأن وجود من يهتم بالمريض أمر حيوى قد يبعد عنه شبح الاكتئاب ويسهم كثيرا فى قدرته على مواجهة تلك الخواطر القاسية التى تنذر بالنهاية.
الدراسة تحوى رسالة موجهة لأطباء وجراحى القلب الذين يتصورون أن العلاج الناجح ينتهى عند توسيع شرايين القلب بصورة أو بأخرى وأن دورهم يتوقف عند تلك الحدود.
توصى الدراسة بأن يتولى علاج تلك الحالات فريق يضم الطبيب أو الجراح إلى جانب طبيب علم النفس وإخصائى علاج طبيعى وتدريبات رياضية وإخصائى تغذية فيما يعرف ببرنامج التأهيل.
أما ما تقترحه الدراسة على المريض فهو أن يتحدث دائما لطبيبه ولا ينطوى على نفسه إلى الدرجة التى تشعره بالوحدة ومن ثم تقوده للاكتئاب.
تقترح أيضا الدراسة على المريض أن يلجأ للرياضة متى ملك سبيلا لها وفقا لإمكاناته وتحت إشراف طبى على أن يتم ذلك فى أسرع وقت يمكن فيه أن ينهض ليلحق بإيقاع أيامه الطبيعية.
المصدر: جريدة الشروق
0 التعليقات:
إرسال تعليق